ما هكذا تورد الإبل يا جميل! - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

ما هكذا تورد الإبل يا جميل!
ردّاً على "ردا على موقع جولاني حول سياج تمثال المجاهد أسعد كنج"
موقع جولاني – 12\09\2012
يقول المثل العربي: "الاعتراف بالخطأ فضيلة، والرجوع عنه قوة"، ومن عادة الناس أن يخطؤوا، فهذه من صفات البشر، أما الإصرار على الخطأ فهو أمر غير مفهوم.

لقد وجه الصديق جميل نايف أبو صالح، المحترم، رسالة عبر أحد المواقع المحلية، يرد فيها على مقالة كنا نشرناها في موقعنا تحت عنوان "السياج يفتقد إلى الذوق الفني ويضر بمنظر التمثال"، وذلك بتاريخ 30\08\2012، تناولنا فيها بناء سياج حول تمثال المجاهد أسعد كنج أبو صالح، قائد الثورة السورية في إقليم البلان.

نلفت نظر الصديق جميل أننا وكعادتنا، قبل أن ننشر موضوعاً ما، فإننا نقوم بعملية بحث وتقصي لمعرفة الحقائق، فنحن هنا لا نتسلى أو نلعب، بل نقوم بعمل نعتبره جدياً، ولهذا العمل أصول معروفة يجب مراعاتها.

أذكرك أخ جميل أنني مررت بك صباح يوم 29\08\2012، بينما كنت تعمل على بناء السياج، وسألتك ماذا تفعل، ومن المسؤول عن هذا العمل، وكان جوابك واضحاً: المجلس المحلي هو صاحب العمل وأنت مجرد حداد تنفذ ما طلبه منك المجلس المحلي، وهو بناء سياج حول التمثال. نقطة.. لم تذكر أي شيء عن مشروع ولا عن ترميم للتمثال.

أنت تقول في ردك، وأنا أنقل ذلك حرفياً بما في ذلك الأخطاء الإملائية: "لقد بُديء العمل في مشروع لترميم تمثال المجاهد اسعد كنج ابو صالح".. وأنا أسألك عن أي ترميم للتمثال تتحدث يا أخ جميل؟ ومن هو الفنان الذي يقوم بالترميم؟ إذا كان الفنان حسن خاطر لا يعرف شيئاً عما تفعل أنت هناك! فهل أنت من يقوم بالترميم؟! إسمح لي أن أقول لك أنه ليس هناك مشروع ترميم وإنما بناء سياج حول التمثال. فهذان أمران مختلفان.

أما بما يخص أحواض الورد فهي لم تكن ضمن مشروعك الذي تدعيه، فهذه الفكرة أتت بعد إثارتنا للموضوع، وإليك الحقائق:
بعد نشرنا للموضوع وإثارة النقاش حوله، وبعد أن تبين أن الفنان حسن خاطر ليس له علم بالموضوع، وتبين أيضاً أن من بادر لإقامة التمثال، وهم آل أبو صالح، وكان من بينهم الناشطان والمبادران في هذه العملية الأخوان الدكتور مجد كمال أبو صالح والدكتور ثائر كمال أبو صالح، ليس لهما أي علم بالقضية أيضاً، وهذا ما قالاه للفنان حسن خاطر، لأنهما كانا يعتقدان أن الفنان على علم بما يحصل. وبعد التشاور معه اقترح الفنان إزالة السياج الحديدي واستبداله بأحواض ورد تشكل حاجزاً بديلاً وتحافظ على جمالية التمثال. هذه هي الحقيقة فأرجو عدم تحريفها.

أما عن قولك بأنك تعمدت أن يكون السياج قبيحاً، وأنقل هنا حرفياً ما كتبت أنت: "تعمدت هذا، وذلك كي لا يخطف جَمال السياج أنظار الزائرين ويُحول تركيزهم وانتباههم عن التمتع بجمال التمثال ودقة هذا العمل الرائع لفناننا القدير الأخ حسن خاطر".. فهنا أترك للقارئ الكريم الحكم... "يا راجل!!! تعمدت أن يكون قبيحاً؟؟؟!!!".


تمثال قائد الثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش

وننتقل لموضوع مقارنتك بالسياج الذي أقيم حول تمثال سلطان الأطرش. وهنا دعني أوضح لك بعض الحقائق أيضاً:
عندما فكر بعض الناشطين من الشباب في موضوع هذا التمثال، فإنهم لم يقرروا من رأسهم هكذا فجأة أن يبنوا سياجاً، بل طرحوا القضية على الناس. وهنا يمكنك العودة للأخ سليمان سماره الذي كان من بين البارزين في هذا النشاط، وتتأكد من أقوالي التي سأوردها هنا.
بعد أن ناقش هؤلاء المشكلة قرروا التوجه أولاً إلى الفنان حسن خاطر والتشاور معه واتخاذ القرار الذي يناسب من ناحية فنية للتمثال.
بعد ذلك توجهوا لمهندس الديكور الدكتور نزيه بريك، الذي وضخ مخططاً هندسياً ونموذجاً أولياً لما سيكون عليه التمثال.
بعد ذلك طرح الموضوع على عامة الناس عبر وسائل الإعلام المحلية، وطلب ممن لديه اعتراض أو اقتراح أن يتفضل بذلك.
بعد ذلك كله تم جمع التبرعات من الناس، فمنهم من تبرع بالمال ومنهم من تبرع بالمواد الأولية، ومنهم تطوع بالعمل مجاناً لإتمام المشروع، وأنت نفسك كنت ممن تبرعوا لهذا العمل.

هكذا تم بناء السياج والحديقة حول تمثال سلطان الأطرش. فأرجوا أن لا تقارن بين المشروعين.

والأهم من ذلك:
نحن لم نقل في مقالتنا تلك أننا ضد بناء سياج. ونحن على علم بما يجري هناك. ولكن يجب أولا التشاور مع أصحاب العلاقة، إن كان ذلك من آل كنج أو الفنان حسن خاطر، والتفكير بطرق خلاقة تحافظ على جمالية هذا التمثال، الذي يعتبر عملاً فنياً رائعاً، والمعلم الفني الأهم الذي يعكس تاريخنا، ويعتبر أجمل عمل فني بلا منازع في منطقتنا، وبنفس الوقت يحل إشكالية المشاغبين الذين يتجمعون هناك و"يزعجون جيران التمثال في بعض الليالي".